فصل: البلاغة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.الصرف:

(زيّلنا)، قيل فيه إعلال بالقلب، مجرّده زال يزول، وأصله زيولنا.. فلمّا اجتمعت الياء والواو وكانت الأولى منهما ساكنة قلبت الواو ياء وأدغمت مع الياء الثانية وزنه فيعلنا.. وقيل إن مجرّدة زال يزيل، يقال زلت الشيء عن مكانه أزيله، وعلى ذلك فليس فيه إعلال، وزنه فعّل بالتضعيف للتكثير لا للتعدية، وهذا هو الأظهر.

.الفوائد:

أسماء الأفعال:
ورد في هذه الآية قوله تعالى: {مَكانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكاؤُكُمْ} و{مكانكم} اسم فعل أمر بمعنى الزموا. ولعله من المفيد أن نعرض أهم ما يتعلق بأسماء الأفعال.
1- أسماء الأفعال تدل على معنى الفعل وزمنه، لذلك تشبه الفعل كما أنها لا تقبل النواصب والجوازم، وبهذا تشبه الاسم ومن هنا جاءت تسميتها أسماء الأفعال.
2- أسماء الأفعال مبنية حسب حركة آخرها.
3- وتنقسم إلى أقسام:
آ- مرتجلة: وهي ما وضعت أصلا في اللغة لهذا الغرض دون غيره. وتنقسم إلى اسم فعل ماض مثل: هيهات. أي بعد، واسم فعل مضارع مثل: أفّ أي أتضجّر واسم فعل أمر مثل: آمين: استجب.
ب- منقولة: وهي المنقولة عن ظرف مثل: دونك الكتاب: خذه.
ومنقولة عن جار ومجرور مثل إليك عني: ابتعد، ومنقولة عن مصدر مثل: رويد أخاك: أمهل. بله الشرّ: اترك.
ج- قياسية: وتؤخذ من الفعل الثلاثي التام المتصرف على وزن (فعال) مثل:
نزال وحذار ولا يأتي من هذا الوزن (فعال) إلا ما يفيد الأمر.
ملاحظة: اسم الفعل المنقول الذي تلحقه كاف الخطاب، فإنها تتصرف بحسب المخاطب، إفرادا وتثنية وجمعا، وتذكيرا وتأنيثا. وهي حرف لا محل له من الإعراب.

.[سورة يونس: آية 30]:

{هُنالِكَ تَبْلُوا كُلُّ نَفْسٍ ما أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ (30)}

.الإعراب:

(هنا) اسم اشارة مبنيّ في محلّ نصب على الظرفيّة المكانيّة- أي في ذلك الموقف- متعلّق بـ (تبلوا)، و(اللام) للبعد، و(الكاف) للخطاب (تبلو) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدرّة على الواو (كلّ) فاعل مرفوع (نفس) مضاف إليه مجرور (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (أسلفت) فعل ماض.. و(التاء) للتأنيث، والفاعل هي أي كلّ نفس (الواو) عاطفة (ردّوا) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الضمّ.. والواو نائب الفاعل (إلى اللّه) جارّ ومجرور متعلّق بـ (ردّوا)، (مولى) بدل من لفظ الجلالة مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة و(هم) ضمير مضاف إليه (الحقّ) نعت لمولى مجرور (الواو) عاطفة (ضلّ) فعل ماض (عن) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (ضلّ) بتضمينه معنى غاب (ما) اسم موصول في محلّ رفع فاعل (كانوا) فعل ماض ناقص مبنيّ على الضمّ.. والواو اسم كان (يفترون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة: {تبلو كلّ...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {أسلفت} لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول.
وجملة: {ردّوا...} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {ضلّ عنهم ما...} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {كانوا...} لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
وجملة: {يفترون} في محلّ نصب خبر كانوا.

.[سورة يونس: آية 31]:

{قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ (31)}

.الإعراب:

(قل) فعل أمر، والفاعل أنت (من) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يرزق) فعل مضارع مرفوع و(كم) ضمير مفعول به (من السماء) جارّ ومجرور متعلّق بـ (يرزق)، (الأرض) معطوف على السماء بالواو مجرور مثله (أم) حرف بمعنى بل وهي المنقطعة للإضراب الانتقاليّ (من يملك) مثل من يرزق (السمع) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (الأبصار) معطوف على السمع منصوب (الواو) عاطفة (من يخرج الحيّ) مثل من يملك السمع (من الميّت) جارّ ومجرور متعلّق بـ (يخرج)، (الواو) عاطفة (يخرج الميّت من الحيّ) مثل نظيرها المتقدّمة (الواو) عاطفة (من يدبّر الأمر) مثل من يملك السمع (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (السين) حرف استقبال (يقولون) مثل يفترون، (اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع، والخبر محذوف أي اللّه يفعل كلّ ذلك، (الفاء) عاطفة (قل) مثل الأول (الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ (الفاء) عاطفة (لا) نافية (تتّقون) مثل يفترون.
جملة: {قل....} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {من يرزقكم} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {يرزقكم} في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: {من يملك...} لا محلّ لها استئنافيّة في حيّز القول المتقدّم.
وجملة: {يملك...} في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) الثاني.
وجملة: {من يخرج...} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {يخرج...} في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) الثالث.
وجملة: {يخرج} (الثانية) في محلّ رفع معطوفة على جملة يخرج الأولى.
وجملة: {من يدبّر...} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {يدبّر...} في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) الرابع.
وجملة: {سيقولون...} في محلّ جزم جواب شرط مقدر أي: إن سألتموهم ذلك فسيقولون.
وجملة: اللّه {يفعل ذلك..} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {قل...} لا محلّ لها معطوفة على جملة قل (الأولى).
وجملة: {أفلا تتّقون} في محلّ نصب معطوفة على جملة مقدّرة هي مقول القول أي: أتصرون على الضلال فلا تتقون.

.[سورة يونس: آية 32]:

{فَذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَما ذا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (32)}

.الإعراب:

(الفاء) استئنافيّة (ذلكم) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، والإشارة إلى الفعّال لهذه الأشياء، و(اللام) للبعد، و(الكاف) للخطاب، و(الميم) حرف لجمع الذكور (اللّه) لفظ الجلالة خبر مرفوع (ربّ) بدل من لفظ الجلالة مرفوع و(كم) ضمير مضاف إليه (الحقّ) نعت لربّ مرفوع (الفاء) عاطفة (ماذا) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، وفيه معنى النفي، (بعد) ظرف زمان منصوب متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (الحقّ) مضاف إليه مجرور (إلّا) أداة حصر (الضلال) بدل من اسم الاستفهام تبعه في الرفع (الفاء) عاطفة (أنّي) اسم استفهام بمعنى كيف في محلّ نصب حال عامله تصرفون، (تصرفون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع.. والواو نائب الفاعل.
جملة: {ذلكم اللّه} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {ماذا بعد الحقّ} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {أنّى تصرفون} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

.[سورة يونس: آية 33]:

{كَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (33)}

.الإعراب:

(الكاف) حرف جرّ (ذلك) إشارة في محلّ جرّ متعلق بمحذوف مفعول مطلق عامله حقّت، (حقّت) فعل ماض.. و(التاء) للتأنيث (كلمة) فاعل مرفوع (ربّ) مضاف إليه مجرور و(الكاف) مضاف إليه (على) حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بـ (حقّت)، (فسقوا) فعل ماض وفاعله (أنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و(هم) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (لا) نافية (يؤمنون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
والمصدر المؤوّل (أنّهم لا يؤمنون) في محلّ رفع بدل من (كلمة).
جملة: {حقّت كلمة..} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {فسقوا..} لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: {لا يؤمنون} في محلّ رفع خبر أنّ.

.[سورة يونس: آية 34]:

{قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللَّهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (34)}

.الإعراب:

(قل) فعل أمر، والفاعل أنت (هل) حرف استفهام (من شركاء) جارّ ومجرور متعلّق بخبر مقدّم و(كم) ضمير مضاف إليه (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر (يبدأ) مضارع مرفوع، والفاعل هو (الخلق) مفعول به منصوب (ثمّ) حرف عطف (يعيد) مثل يبدأ و(الهاء) ضمير مفعول به (قل) مثل الأول (اللّه) مبتدأ مرفوع (يبدأ... يعيده) مثل الأولى (فأنّى تؤفكون) مثل فأنّى تصرفون.
جملة: {قل...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {هل من شركائكم من..} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {يبدأ...} لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: {يعيده} لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: {قل...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {اللّه يبدأ...} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {يبدأ الخلق...} في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللّه) وجملة: {يعيده...} في محلّ رفع معطوفة على جملة يبدأ.
وجملة: {تؤفكون} لا محلّ لها معطوفة على جملة قل (الثانية).

.[سورة يونس: آية 35]:

{قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلاَّ أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (35)}

.الإعراب:

(قل.. يهدي) مثل نظيرها، (إلى الحقّ) جارّ ومجرور متعلّق بـ (يهدي)، (قل اللّه..) مثل نظيرها، (للحقّ) جارّ ومجرور متعلّق بـ (يهدي) الثاني (الهمزة) للاستفهام (الفاء) عاطفة (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يهدي إلى الحق) كالأولى (أحقّ) خبر مرفوع (أن) حرف مصدريّ ونصب (يتّبع) مضارع مبنيّ للمجهول منصوب.. ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو.
والمصدر المؤوّل (أن يتّبع) في محلّ جرّ بباء محذوفة والجارّ والمجرور متعلّق بأحقّ أي: أحقّ بأن يتّبع، والمفضّل عليه محذوف أي ممن لا يهدي.
(أم) حرف عطف معادل للهمزة (من لا يهدّي) مثل من يهدي (إلّا) أداة حصر (أن يهدى) مثل أن يتّبع. والمصدر المؤوّل (أن يهدى) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف هو الباء متعلّق بـ (يهدّي)، أي: لا يهدّي إلّا بأن يهدى.
(الفاء) استئنافيّة (ما) اسم استفهام للتوبيخ والإنكار مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (اللام) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر المبتدأ ما (كيف) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب حال من فاعل (تحكمون) وهو مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة: {قل...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {هل من شركائكم من يهدي} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {يهدي...} لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: {قل...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {اللّه يهدي...} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {من يهدي...} في محلّ نصب معطوفة على جملة هل من شركائكم...
وجملة: {يهدي} (الثالثة) لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني.
وجملة: {يتّبع} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: {من لا يهدّي} في محلّ نصب معطوفة على جملة من يهدي...
وجملة: {لا يهدّي} لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثالث.
وجملة: {يهدى} بالبناء للمفعول لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: {ما لكم...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {تحكمون} في محلّ نصب حال من ضمير الخطاب في (لكم).

.الصرف:

{يهدّي}، فيه قلب التاء دالا وإدغامها مع الدال الثانية، أصله يهتدي، فلمّا أريد إدغام الدالين سكنت الأولى، وقد كانت الهاء قبل ذلك ساكنة، فكسرت تخلّصا من التقاء الساكنين، وزنه يفتعل.
{يهدي}، بالبناء للمجهول، فيه إعلال بالقلب، أصله يهدي بفتح الدال وضمّ الياء بالضمّة المقدّرة، فلمّا فتح ما قبل الياء المتحركة في الأصل قلبت ألفا، وزنه يفعل بضمّ الياء وفتح العين.

.البلاغة:

مخالفة حروف الجر: وهذا باب ينطوي على السر في مخالفة حروف الجر.
وأكثر الناس يضعون هذه الحروف في غير مواضعها، ويجهلون الدقائق الكامنة في وضعها حيث وضعت، وهنا عدّى فعل هدى إلى الحق بإلى مرتين، وفي الثالثة عدّاه باللام، والنحاة يغفلون عن هذا السر ويقولون: إن ما يصح جره بإلى يجوز جره باللام التي تفيد الغاية مثلها، ولا عكسه، فلا يقال في قلت له، قلت إليه، ويقولون: الماء في الكأس لأن في للظرفية، ويجيزون التعدي بالباء لأنها تخلفها في الظرفية. ولا يجوز أن يقال في مررت به: مررت فيه. إذا تقرر هذا نقول، واللّه أعلم، إن هناك سرا وراء الصورة، فالهداية لما أسندت إليهم وجبت تعديتها بإلى التي تفيد البعد، كأنها ضمنا بعيدة عنهم ولكنها لما أسندت إلى اللّه تعالى، وجب تعديتها باللام التي تفيد القرب، كأنها من خصائصه وحده، وملك يمينه، وهو المنفرد بها على وجه الديمومة والكمال.

.الفوائد:

حلّ لإشكال:
ورد في هذه الآية قوله تعالى: {أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى} قد يقول قائل: الأصنام جماد، لا تتصور هدايتها، ولا أن تهدى، فكيف قال: إلا أن يهدى؟ فقد ذكر العلماء في ذلك وجوه:
1- أن معنى الهداية في حق الأصنام الانتقال من مكان إلى مكان، فيكون المعنى أنها لا تنتقل إلا بفعل فاعل، فبيّن سبحانه وتعالى عجز الأصنام.
2- أن ذكر الهداية في حق الأصنام على وجه المجاز، وذلك أن المشركين لما اتخذوا الأصنام آلهة، وأنزلوها منزلة من يسمع ويعقل، عبر عنها بما يعبر به عمّن يسمع ويعقل ويعلم، ووصفها بهذه الصفة وإن كان الأمر ليس كذلك.
3- يحتمل أن يكون المراد من قوله: {هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ} الأصنام، ومن قوله: {هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ} رؤساء الكفر والضلالة، فاللّه سبحانه تعالى هدى الخلق إلى الدين بما أظهر من الدلائل الدالة على وحدانيته، وأما رؤساء الكفر والضلالة فإنهم لا يقدرون على هداية غيرهم إلا إذا هداهم اللّه إلى الحق، فكان اتباع دين اللّه والتمسك بهدايته أولى من اتباع غيره.

.[سورة يونس: آية 36]:

{وَما يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِما يَفْعَلُونَ (36)}

.الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (ما) حرف ناف (يتّبع) مضارع مرفوع (أكثر) فاعل مرفوع و(هم) ضمير مضاف إليه (إلّا) أداة حصر (ظنّا) مفعول مطلق منصوب نائب عن المصدر لأنه نوعه أي إلّا اتباع الظنّ، ومفعول يتّبع محذوف أي يتّبعون الأصنام اتّباع الظنّ (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (الظنّ) اسم إنّ منصوب (لا) نافية (يغني) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل هو (من الحقّ) جارّ ومجرور حال من (شيئا)- نعت تقدّم على المنعوت- (شيئا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته أي لا يغني إغناء ما لا قليلا ولا كثيرا، (إنّ اللّه) مثل إنّ الظنّ (عليم) خبر إنّ مرفوع (الباء) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ (يفعلون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
والمصدر المؤوّل (ما يفعلون) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بعليم.
جملة: {يتّبع أكثرهم...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {إنّ الظنّ لا يغني...} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {لا يغني...} في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: {إنّ اللّه عليم...} لا محلّ لها استئنافيّة.

.[سورة يونس: آية 37]:

{وَما كانَ هذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (37)}

.الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (ما) نافية (كان) فعل ماض ناقص- ناسخ- (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع اسم كان (القرآن) بدل من ذا- أو عطف بيان له- مرفوع (أن) حرف مصدريّ ونصب (يفتري) مضارع مبنيّ للمجهول منصوب، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (من دون) جارّ ومجرور حال من ضمير نائب الفاعل، (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (لكن) حرف استدراك (تصديق) معطوف على خبر كان، (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (بين) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة الموصول (يدي) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء و(الهاء) ضمير مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل (أن يفتري) في محلّ نصب خبر كان، وهذا المصدر على معنى اسم المفعول أي مفترى.
(الواو) عاطفة (تفصيل) معطوف على تصديق منصوب ويأخذ كلّ حالات إعرابه (الكتاب) مضاف إليه مجرور، (لا) نافية للجنس (ريب) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (في) حرف جرّ و(الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر لا (من ربّ) جارّ ومجرور متعلّق بتصديق أو بتفصيل ويكون من باب التنازع، (العالمين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء.
جملة: {ما كان هذا القرآن..} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يفتري...} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: {لا ريب فيه} في محلّ نصب حال من الكتاب.

.الصرف:

{يفتري}، فيه إعلال بالقلب، أصله يفتري بضمّ الياء الأولى وإثبات ياء أخيرة، ويعامل معاملة يهدى.
{تصديق}، مصدر قياسيّ لفعل صدّق الرباعيّ، وزنه تفعيل.